مختصر تاريخ سلمية (1) :
- سلمية مدينة عريقة في القدم فلقد عرفتها كل الأقوام التي مرت على بلاد الشام . وقد تم اكتشاف أواني منزلية وسهام وأدوات حربية تعود برمتها إلى العصر البرونزي القديم أي حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد 0
- كما عاش في كهوفها الإنسان الحجري بدليل وجود عدد كبير من المغاور على مشارف مجاري الأنهار –( الكافات – تل الدرة – ضهر المغر – المزيرعة- تل التوت)0
- العموريون: أسسوا ثلاث ممالك : مملكة ماري قرب الفرات ومملكة يمحاض قرب حلب ومملكة قطنة (المشرفة) والأخيرة امتدت حتى الضمير والقريتين جنوبا والأندر ين وسلمية شمالا واحتوت وادي العاصي وذلك بين /2000- 1700/ ق.م
- الحثييون: توسعوا إلى يمحاض( حلب ) ورأس شمرا ثم الأندر ين وسهول سلمية الشمالية وذلك حوالي /1388ق.م / وقد أنهى الحثيون مملكة قطنة وبقيت خرابا حتى قدوم القبائل الآرامية 0
- الآراميون: انتشر الآراميون في بلاد الشام في حوالي 1500ق0م ابتداء من البرونز الوسيط مستغلين ضعف الحثيين فبرزت الممالك الآرامية في دمشق وعنجر وحماه وأقام ( زاكير) احد زعماء الآراميين مملكة حماة والتي شملت حوضة سلمية 0 ورافق ذلك بروز قوة في شمال العراق هي القوة الأشورية التي هددت الممالك الآرامية منذ 844 ق0م
- الآشوريون: عندما استقروا في حماه قطعوا أشجار البساتين ودمروا سلمية وذلك عام /720 /ق.م/ على يد شاروكين الأشوري وسقطت سلطة الآشوريين وزال خطرهم بعد عهد( آشور باني بعل ) من 668 ق0م حتى 627 ق0م فاستعادت سلمية حياتها وعمرانها وزراعتها مع قدوم الكلدانيين 0
- الكلدانيون: في عصرهم /612-539ق0م /ازدهر طريق التجارة بين وادي الرافدين وبلاد الشام عبر الرصافة - أسرية - ثم سلمية فازدهرت سلمية وظهرت كإمارة حديثة على غرار ما كان في تدمر 0
- الفرس: في عام 539 ق0م انهارت مملكة بابل الكلدانية على يد قوروش الفارسي (559-529 ق0م ) واجتياح الفرس وادي الفرات فالرصافة ثم وسط بلاد الشام مرورا بحوضة سلمية حتى مصر ، وازدهرت المدن التجارية مثل تدمر – الرصافة - سلمية واستمر الازدهار حتى بعد ضعف الفرس عسكريا في بلاد الشام
- اليونان: شكل الاجتياح اليوناني المقدوني للشرق ردا على تحد الفرس فجاء الإسكندر المكدوني عام 333 ق0م واجتاح بلاد الشام مارا بدمشق ثم حمص عابرا بحوضة سلمية التي استطاب له المقام فيها وأعجب بمياهها ومناخها وقد شبهها بمدينة سلاميس على بحر ايجة من بلاد اليونان 0
- ولأول مرة يرد اسم سلمية بشكل / سلاميس/ على ألسنة اليونان ، واصل التسمية من مصدر ( سلام) في اليونانية القديمة 0
- ويقال أن هناك سبب أخر لإطلاق التسمية لانتصارهم في معركة سلاميس480ق0م التي قادها تيموستوكل ضد الفرس 0
- في كلتا الحالتين قد دلت الدراسات أن سلمية كانت قائمة ومبنية ومزدهرة نظرا لموقعها التجاري المتميز ووجود مؤهلات زراعية في السهول التي تحيط بها من وفرة في الماء وخصب في التربة وملائمة في المناخ 0
- العصر الهلنستي : اهتم سلوقوس نيكاتور ببلاد الشام عمرانيا و جعل سورية مركزا لدولته المترامية الأطراف ، جاعلا له عاصمتين الأولى إنطاكية والثانية أفامية وأصبحت سلمية في هذه الفترة إمارة بكل ما فيها من مظاهر الآثار الباقية/ المعبد ( الإمام إسماعيل )– السور - قناة العاشق /
- العصر الروماني: اجتاح الرومان بلاد الشام عام 64 ق0م وتوقفت التجارة بسبب الصراع بين الروم والفرس مما اثر سلبا على تدمر وسلمية وغيرهما ،واستمر الصراع حتى مجيء أغسطس القائد الروماني ، فعقد مع البارثيين ملوك فارس معاهدة سلام ،و بعثت في المدن الخامدة روح الحياة التجارية من جديد و عادت تدمر إلى السطوع ووقعت سلمية والرصافة والاندرين والضمير والقريتين تحت سلطانها
- إنّ جميع الآثار الرومانية في سلمية تشابه أثار تدمر /النقوش- التيجان – الأعمدة/ وخاصة الموجودة في : طاحونة المعبد – خربة فويرة- قرية أم الميال- الشيخ هلال ، والتي تعود إلى مرحلة سيطرة تدمر حيث ازدهرت سلمية وتمتع سكانها بالأمن والاستقرار طيلة العصر الروماني والبيزنطي بعده 0 وبعد اسر ملكة تدمر زنوبيا عام 274 م استبعدت تدمر كمركز للتجارة وهاجر التجار إلى المدن الداخلية ومنها سلمية التي أصبحت عقدة مواصلات مما بعث فيها الازدهار والانتعاش 0
- أولى الرومان سلمية أهمية من الناحية العمرانية من خلال تحويل المعبد من يوناني ( زيوس) إلى معبد روماني للإله جوبيتر و إحضار /12/ عمودا من الغرانيت ( مصر /سيناء أو الأردن ) والاهتمام بالقلاع ومنها قلعة الشميميس و التلال الاصطناعية ومنها : التلال المحدبة القببية – التلال المسطحة الدائرية- التلال المسطحة الدائرية ذات البرج ، وهي تعود إلى عدة عصور حيث وجد في بعض التلال حجارة رسم عليها إشارة الصليب 0
- أولى الرومان حوضة سلمية اهتماما كبيرا في المجال الزراعي من خلال حفر الاقنية وقد وصل عددها إلى/360/ قناة مما حولها إلى منطقة مزدهرة زراعيا وكل ذلك يشكل دليلا على اهتمام الرومان وازدياد عدد السكان ومدى إعمار حوضة سلمية 0 ومما يدل على التقدم الزراعي زراعة الجبال المحيطة بحوضة سلمية بالإضافة إلى سهولها ومنها جبال العلا التي توضعت فيها مدرجات عرضانية ومدرجات طولانية 0
* الفترة البيزنطية المسيحية :
- إن العصر البيزنطي المسيحي لاقى ازدهارا في سلمية فشكلت حاضرة مسيحية ذات اثر في وسط بلاد الشام وقد بلغ عدد الكنائس التابعة لمركز الأبرشية / الإمام إسماعيل حاليا /أكثر من 40 كنيسة /في: الشيخ هلال-العلباوي- القسطل- أسرية- عقارب - علي كاسون – زغرين-/
- كما شكل مزار الخضر / المارجورجيوس/ جبل الخضر - شمال مدينة سلمية ديرا كبيرا بقي حتى الفتح الإسلامي 0
- من أهم المظاهر المسيحية في سلمية هي المنحوتات الحجرية / الصلبان المرسومة على التيجان والأعمدة واللوحات الحجرية وهي على عدة أشكال : صليب قائم – صليب هلالي- صليب مروحي-
- خلال حكم فوكاس البيزنطي 602/610م بدأت الدولة البيزنطية تنهار على يد الفرس الذين دمروا الأماكن المقدسة وحرقوها ومنها سلمية على يد كسرى أبرويز 613 م فنهبوا نفائسها الثمينة الذهبية والفضية مما أدى إلى هروب سكان سلمية إلى الجبال فتعطلت الحياة وقطعت الأشجار 0
- وفي مواجهة الأخطار عمد هرقل البيزنطي إلى إرضاء الآفاريين بالجزية حتى يتفرغ لمواجهة الفرس وبدا بأعمال حربية باهرة وهرب كسرى من المعركة واتخذت الحرب شكل السجال حتى عام 628م وبدت قوة بيزنطة أرجح في النصر وخرج البيزنطيون منهكين رغم النصر وتدهورت الحالة المادية والمعنوية في ظل ظهور العرب كقوة ناشئة 0
* سلمية في العصور الإسلامية :
- بعد ظهور الإسلام بدأت حروب التحرير العربية والفتح الإسلامي وانهارت القوى الفارسية والرومانية وانتشرت مبادئ المساواة والأخوة والرحمة والعدل، وتم تحرير بلاد الشام من الروم 0
- لم يكن لسلمية آنذاك أي وجود فوق الأرض ، لقد نالها التدمير والتخريب إبان الغزو الفارسي ومروا في رحابها باتجاه معرة النعمان بعد المرور بجب الجراح ( نسبة إلى أبي عبيدة بن الجراح ) فوجدوا في حوضة سلمية المياه التائهة وبقايا مدينة وحضارة تمتد في عمق التاريخ0