ملحمة جلجامش

يرى كل شيء
يرى تخوم الدنيا حكيم عليم يعرف كل شيء
يخترق حالك الظلام بثاقب نظره
يدرك الأسرار يعرف ما يخفى على الناس
جاء بأخبار الأولين بـأخبار ما قبل الطوفان
جال في الأرض طويلا ًأضناه التعب
و على ألواح من حجر دون ما فعله وما رآه
بنى أسوار أوروك هيكلها المقدس
بنى أسوارا ًًَََ عجيبة لم يبن مثلها الناس
هيكلا ً لآن كبير الآلهة
هيكلا ً لعشتار
تسلق أسوار أوروك تفحص آجرها
أساساتها بناءً أعجب منه
ألآلهة العظيمة خلقت جلجامش كأعجوبة
الشمس وهبته الحسن والجمال
وحدد الشجاعة والإقدام ثلثاه إله ثلثه الباقي إنسان
أسلحته فتاكة
ألقى الرعب في قلوب الناس
بغى وظلم لم يترك ابناً لأبيه
لكنه راعي أوروك فهو راعينا
لم يترك
فتاة ً لحبيبها ولا ابنة لمقاتل ٍ ولا خطيبة لأحد
بغى وظلم فضج البشر بالنواح
أناتهم بلغت الآلهة في السماء
نادوا أرور العظيم ...... خلقت جلجامش
هلا ّ خلقت له غريما ً
يصارعه باستمرار فتجد أوروك الراحة والهدوء
تصورت أرور في نفسها صورة ً لآن
غسلت يديها وأخذت طينا ً
رمت الطين إلى القفر إلى البرية
صنعت منه البطل أنكيدو كان من نسل نينورتا العجيب
الشعر يجلل جسمه
شعر رأسه شعر امرأة ٍ وضفائره سنابل قمح ٍ
لم ير إنسانا ًرفيقه الحيوان
يرعى العشب مع الأيائل ويرتاد الماء مع القطيع
رآه مرة صياد فارتاع ورآه ثاني ثم ثالث
انتشر خبره
هناك حيوان إنسان عند مورد الماء مع القطيع
أحد الصيادين يشكو من أنكيدو الذي يخرب مصائده
ويعين الحيوان على الفرار منه
بهذه الشكوى يحضر الصياد إلى والده وبعدها إلى جلجامش فينصحاه
باصطحاب غانية من المعبد
فالغانية تروضه
الصياد يقودها إلى مورد الماء حيث كان يجب أن يحضر أنكيدو جاء القطيع إلى مورد الماء ......جاء أنكيدو الرجل الوحش المولود في القفر مع الحيوان
اقتربت البغي ورأت الرجل الوحش
المارد الآتي من أعماق السهوب
(فأسر إليها الصياد ): ( هذا هو أيها البغي فاكشفي عن نهديك عن عورتك
لكي يتمتع بمفاتن جسمك
راوديه وابعثي في نفسه الهيام
فإنه متى رآك وقع في حبائلك
انضي عنك ثيابك لينجذب إليك
علمي الوحش الغر فن المرأة
ستنكره حيواناته التي ربيت معه في البرية
إذا انعطف إليك وتعلق بك )
فأسفرت البغي عن صدرها وكشفت عن عورتها
فتمتع بمفاتن جسمها
نضت ثيابها فوقع عليها
وعلمت الوحش الغر فنون المرأة
فانجذب إليها وتعلق بها
ولبث أنكيدو يتصل بالبغي ستة أيام وسبع ليال
وبعدها وجه وجهه إلى ألفه من حيوان البر
فما أن رأت الظباء أنكيدو حتى ولت عنه هاربة
وهرب من قربه حيوان البر
همّ أنكيدو أن يلحق بها ولكن شل جسمه
لقد خذلته ركبتاه لما أراد اللحاق بحيواناته
أضحى أنكيدو خائر القوى لا يستطيع أن يعدو كما كان يفعل من قبل
ولكنه صار فطنا ً واسع الفهم
رجع وقعد عند قدمي البغي
وصار يطيل النظر إلى وجهها ولما كلمته أصاخ السمع إليها
كلمت البغي أنكيدو وقالت له :
( إنك حكيم يا أنكيدو وأنت مثل إله
فعلام تجول في البرية مع الحيوان .....؟
تعال آخذ بيدك إلى أوروك .. الحمى والسرور
إلى المشرق ؛ مسكن آنو و عشتار
حيث يعيش جلجامش المكتمل الحول والقوة
المتسلط على الناس كالثور الوحشي )
ولما أن كلمته تقبل منها قولها
لأنه كان ينشد صاحباً يفهم قلبه
فأجاب أنكيدو البغي وقال لها :
هلمي أيتها البغي خذيني إلى المشرق المقدس
مسكن آنو و عشتار
إلى حيث يحكم جلجامش المكتمل القوة
والذي يتسلط على الناس كالثور الوحشي
وأنا سأتحداه وأغلظ له في القول
وسأصرخ في قلب أوروك أنا الأقوى
أجل أنا الذي سيبدل المصائر
إن الذي ولد في البرية هو الأشد والأقوى
فقالت البغي : هلم نذهب كي يرى وجهك
سأدلك على جلجامش ؛ فأنا أعلم أين هو
أجل اذهب يا أنكيدو إلى أوروك ذات الأسوار
حيث يرتدي الناس أبهى الحلل
وفي كل يوم تقام الأفراح كالعيد
حيث الأغاني والطرب والغواني الغيد الفاتنات
اللاتي ملئن فتنة و يفوح الطيب والعطر منهن
وأنت يا أنكيدو الذي تنشد البهجة في الحياة
وعليك أن تنظر إليه وتتفرس في وجهه
وستلقاه يزهو في رجولته وبأسه
وتحلي جسمه المباهج والمفاتن
إنه أشد بأساً منك وهو لا يستقر في الليل ولا في النهار
فيا أنكيدو خل عنك غلواءك وتبجحك
إن جلجامش قد خصه شمش بالرضا والرعاية
و حباه آنو وأنليل وأيا بالفهم الواسع
وقبل أن تهجر البراري سيراك جلجامش
في الرؤى وهو في أوروك
وفعلا ً استيقظ جلجامش في تلك اللحظة وأخذ يقص
على أمه رؤياه قائلا ً لها
( يا أمي لقد رأيت الليلة الماضية حلماً
رأيت أني أسير مختالا ً فرحا ً بين الأبطال
فظهرت كواكب السماء وقد سقط أحدها إلي وكأنه شهاب السماء
لقد أردت أن أرفعه لكنه ثقل علي
وأردت أن أزحزحه فلم أستطع أن أحركه
واجتمع عليه أصحابي يقبلون قدميه
انحنيت عليه كما أنحني على امرأة
وساعدوني فرفعته وأتيت به عند قدميك
فجعلته نظيرا ًلي )
فأجابته أمه البصيرة العارفة وقالت له
قالت ننسون العارفة بكل شيء
( إن رؤيتك كواكب السماء
وقد سقط أحدها عليك وكأنه شهاب السماء (آنو)
والذي أردت أن ترفعه فثقل عليك
والذي أردت أن تزحزحه فلم تستطع
وانحنيت عليه كما تنحني على امرأة
وجئت به ووضعته عند قدمي فجعلته أنا نظيرا لك
إنه صاحب لك
قوي يعين الصديق عند الضيق
إنه أقوى من البراري ؛وعزمه مثل عزم آنو
وأما أنك انحنيت عليه كما تنحني على امرأة
فمعناه أنه سيلازمك ولن يتخلى عنك
وهذا هو تفسير رؤياك )
ثم رأى جلجامش حلما ً آخر فقصه على أمه
( يا أمي رأيت رؤيا ثانية
في أوروك ذات الأسوار رأيت فأساً مطروحة
وهي ذات شكل عجيب
وكان الناس مجتمعين حولها
تجمع أهل أوروك عندها
ولما أبصرتها أحبتها وانحنيت عليها كأنها امرأة
ثم جئت بها ووضعتها عند قدميك
فجعلتها أنت نظيرا ً لي )
فقالت الحكيمة المتبصرة لابنها
قالت ننسون المتبحرة في كل معرفة لجلجامش
(إن الفأس الذي رأيت هي رجل
وأما أنك انحنيت عليه كما تنحني على امرأة
و جعلته أنا نظيرا ً لك
فتعبيره : أنه صاحب قوي يعين الصديق عند الضيق
إنه أقوى من في البرية وعزمه مثل عزم آنو )
فتح جلجامش فاه وقال مخاطباً أمه
((عسى أن يتحقق هذا الفأل العظيم فيكون لي صاحب ))
وحينما كان جلجامش يستفسر عن رؤياه ثانية
كانت البغي تحادث أنكيدو وهو جالس أمامها
لقد نسي أنكيدو المكان الذي ولد فيه
ولبث أنكيدو يواصل البغي ستة أيام وسبع ليال
ثم خاطبت البغي أنكيدو وقالت له :
( كلما نظرت إليك يا أنكيدو بدوت لي مثل إله
فعلام تجول في البرية وترعى مع الحيوان
تعال أقدك إلى أوروك موضع السوق
إلى البيت المقدس المشرق مسكن آنو
انهض يا أنكيدو لآخذ بيدك إلى ( أي – أنا ) مسكن آنو
إلى حيث جلجامش الكامل القوي والفعال
وأنت ستحبه كما تحب نفسك
فهيا وانهض من على الأرض فراش الراعي
لقد سمع كلمتها وتقبل قولها
وقع نصح البغي في قلبه موقع الرضا
ثم شقت لباسها شقين وألبسته بواحد منهما واكتست بالثاني
وأمسكته من يده وقادته كما تفعل الأم بطفلها
أخذته إلى مائدة الرعاة . إلى موضع الحظائر
فأحاط الرعاة به
فلما وضعوا أمامه خبزاً تحير واضطرب وصار يطيل
النظر إليه
أجل لك يعرف أنكيدو كيف يؤكل الخبز
ولم يعرف كيف يشرب الشراب القوي
ففتحت البغي فاها وخاطبت أنكيدو :
كل الخبز يا أنكيدو فهو مادة الحياة
واشرب الشراب القوي فهذه عادة أهل البلاد
فأكل أنكيدو من الخبز حتى شبع
وشرب من الشراب المسكر سبع أقداح
فانطلقت روحه وانشرح صدره وطرب قلبه وأضاء وجهه
ومسح جسده المشعر بالزيت
وصار إنساناً فلبس اللباس وصار كالعريس
أخذ سلاحه وانطلق يطارد الأسود ليريح الرعاة في أثناء الليل
لقد اصطاد الذئاب وأمسك بالأسود
فاستطاع الرعاة أن يهجعوا في الليل مطمئنين
صار أنكيدو حارسهم وناصرهم
إنه القوي والبطل الفذ
.. .. .. .. .. ..
لقد سر وأقام الأفراح
ولما أن رفع عينيه رأى رجلاً
فقال للبغي آتيني بالرجل يا بغي
فعلام جاء إلى هنا ؟ دعيني أعرف اسمه
نادت البغي الرجل , فجاء إليه ورآه فقال له:
إلى أين أنت مسرع يا رجل .... ؟
وعلام تجشمت هذا السفر الشاق...؟
ففتح الرجل فاه وقال لأنكيدو
لقد اقتحم جلجامش بيت الرجال الذي خصص للناس
لقد أحل في المدينة العار والدنس
وفرض على المدينة المنكودة المنكرات وأعمال السخرة
لقد خصصوا الطبل إلى ملك أوروك الكبيرة الأسواق
ليختار على صوته العروس التي يشتهيها
إلى جلجامش ملك أوروك الكبيرة ألأسواق
يخصصون الطبل ليختار العرائس قبل أزواجهن
فيكون هو العريس الأول قبل زوجها
وهم يقولون ( لقد أراد الآلهة هذا الأمر وقدروه له منذ
أن قطع حبل سرته)
وما أن فاه الرجل بهذا القول حتى امتقع وجه أنكيدو
سار أنكيدو للأمام وخلفه البغي
ولما دخل أوروك ذات الأسواق الواسعة اجتمع الناس حوله
وحين وقف في شارع أوروك في موضع السوق
تجمهر الناس حوله
وقالوا عنه : إنه مثيل جلجامش إنه أقصر قامة لكنه أقوى عظماً
إنه أقوى من في البلاد وله بأس شديد
لقد رضع لبن حيوان البر في البرية
وفي أوروك لن تنقطع قعقعة السلاح
فرح الرجال الشجعان وهللوا قائلين :
لقد طهر بطل ند وكفؤ للبطل الجميل
أجل ظهر لجلجامش الشبيه بالإله نظيره ومثيله
ولما هيء الفراش لأشخارا ليلاً
واقترب جلجامش ليتصل بالآلهة
وقف أنكيدو في الدرب وسد الطريق بوجهه
رأى جلجامش أنكيدو الهائج
الذي ولد في البادية ويجلل رأسه الشعر الطويل
فانقض عليه وهاجمه
تلاقيا في موضع السوق
سد أنكيدو باب بيت العرائس بقدميه ومنع جلجامش من الدخول
إلى الفراش
أمسك أحدهما بالآخر وهما متمرسان بالصراع
وتصارعا وخارا خوار ثورين وحشيين
حطما عمود الباب وارتج الجدار
وظل جلجامش و أنكيدو يتصارعان كالثورين الوحشيين
وحينما ثنى جلجامش ركبته وقدمه ثابتة في الأرض ليرفع أنكيدو
هدأت ثورة غضبه واستدار يريد ليمضي
ولما استدار يريد الذهاب بعد أن هدأ غضبه كلمه أنكيدو قائلاً له
( إنك الرجل الوحيد, أنت الذي حملتك أمك
ولدتك أمك ننسون البقرة الوحشية
ورفع أنليل رأسك عالياً على الناس
وقدر إليك الملوكية على البشر
انتهت المصارعة بين البطلين بأن انعقدت أواصر الصداقة ما بينهما وصارا خلين حميمين يلازم أحدهما الآخر وشرعا بالقيام بسفر طويل
في مغامرة إلى غابة الأرز المسحورة التي يحرسها العفريت همبابا
... ... ... ... ... ...
علام أنت راغب في تحقيق هذا المطلب ...؟
ولم عقدت العزم على الذهاب إلى الغابة ...؟
قبّل أحدهما الآخر وعقدا أواصر الود بينهما
أم جلجامش المتمرسة بكل شيء رفعت يديها إلى شمش
ملأ الأسى قلب أنكيدو واغرورقت عيناه بالدموع
وأطلق الحسرات والآهات
فالتفت إليه جلجامش وكلمه قائلاً
لماذا اغرورقت عيناك بالدموع وملأ الأسى قلبك وصرت
تصعد الزفرات ...؟
فتح أنكيدو فمه وقال لجلجامش .....؟
يا صديقي أشعر بأن الخوف قد شل جوارحي
لقد خارت قواي وفقد ساعداي القوة
فعلام عزمت على تحقيق هذا الأمر
فخاطب جلجامش أنكيدو وقال له :
يسكن في الغابة همبابا الرهيب فلنقتله كلانا
ونزيل الشر من الأرض
فتح أنكيدو فاه وقال لجلجامش
يا صديقي لقد علمت ذلك لما كنت أرعى مع الحيوان في المرتفعات
والبراري الواسعة
إن الغابة تمتد مسافة عشرة آلاف ساعة مضاعفة في كل جهة
فمن ذا الذي يجرؤ على الإيغال في داخلها
و همبابا

شكرا لك

لم أكن قد قرأتها سابقا

مع أني سمعت بها كثيرا

شكرا لمرورك وبالمناسبة
أي كتاب حابب تقرا ببعتلك يا
بس بدي أسئلك كيف ببعت ملف

الله يعطيك العافية
شي حلو كتير
مشكووووووووووووووووووور

» سهرة حب....ملحمة غنائية