هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى اجتماعي ثقافي ترفيهي منوع سلموني
لقد تم ايقاف العمل في هذا المنتدى بسبب الانتقال الى المنتدى الجديد ... نتشرف بزيارتكم لنا على الرابط التالي http://salamees.com/ وتسجيل عضوياتكم من جديد... شكرا لكم
عدد المساهمات : 51 نقاط : 10705 تاريخ التسجيل : 10/10/2009 العمر : 33 الموقع : سلمية وبس
موضوع: بكى لوريا الثلاثاء أكتوبر 20, 2009 7:52 pm
بكى لوريا
(بكى لوريا، فبكينا معه) جملة قرأتها على أحد جدران مدرستي الثانوية عندما كنت أنا الآخر طالب بكالوريا، وما أزال أتذكرها حتى اليوم، فهي تلخص، وبتهكم شديد، كل ما يعانيه طالب البكالوريا من بؤس وشقاء، (وأقصد بالطبع طالب البكالوريا الذي يبحث عن مستقبله، لا عن شق في ستارة غرفة نوم الجارة في البناء المقابل).
لقد أصبح طالب البكالوريا عندنا، وياللأسف، رمزاً أبدياً للهم والغم والتعاسة وحرق الأعصاب، ولم يعد ينقص إلا أن نرى في الأسواق رواية (طلاب البكالوريا) بدلاً من رواية (البؤساء).
كم من طالب تشرشحت نفسيته بسبب هذه البكالوريا، وكم من ليتر من الدموع نزل بسببها، وكم من شتيمة عجيبة اخترعت من أجلها، والسبب واضح، فالبكالوريا تقرر مستقبلك كاملاً، بل وتقرر إن كان لك مستقبل من الأصل، وقد تم تركيب هذه البكالوريا بطريقة عجيبة ما أنزل الله بها من سلطان، بحيث أن أي حدث على الإطلاق يمكن أن يتسبب برسوبك أو نقصان علاماتك بشكل كبير، وعندما أقول (أي حدث) فأنا أقصد هذه العبارة حرفياً، إلى درجة أن الطلاب والأهالي، والأهالي قبل الطلاب، أصبح عندهم عقدة، بل كلكوعة نفسية حقيقية من هذه البكالوريا، وترسخ بذلك اعتقاد قوي بأنه يجب أن يمنع عليك أو على أي شخص من محيطك أن يرتكب أي خطأ كان ومن أي مرتبة كانت، وإن سارت الأمور أثناء السنة منذ بدايتها وحتى لحظة فرزك إلى جامعة ما بشكل أقل من مثالي، فهذا يقتضي طيران السنة مباشرة إلى الدار الآخرة: يمنع عليك أن تمرض، يمنع عليك أن تتنفس، يمنع على أهلك أن يشغلوا التلفاز، يمنع على أخيك الأكبر أن يجرح مشاعرك بأي كلمة غير لطيفة، يمنع على حبيبتك أن تهجرك، يمنع على جارك أن يتزوج، يمنع على جارتك أن تشطف الدرج، يمنع أن تعمل أي صالة أفراح في محيط 500 كيلومتر، ولماذا كل هذا الحذر؟! لأن الوزارة لا تمنحك أكثر من فرصة يتيمة وحيدة بقرعة أبيها وأمها، وتخيل مثلاً أن كل ما تعلمته في حياتك في الرياضيات سيتحدد بفحص واحد حتى الوزارة لا تجيد وضع أسئلته بشكل جيد!!
إن وجود البكالوريا في بيت ما يكافئ وجود مصيبة ما، أو أزمة ما بأحسن الأحوال، ويمكن بسهولة أن نميز البيت الذي فيه طالب بكالوريا بمجرد الدخول إليه: جو مكهرب، توتر عالٍ في الأعصاب، أي صوت يعلو فوق الهمس يعتبر خرقاً لقانون طوارئ يسيطر على البيت منذ بداية السنة، والجميع مصاب إما بنعاس مزمن أو تكشير مزمن أو إرهاق مزمن.
وعندما يجيء الفحص، ينقلب البيت إلى غرفة عمليات حقيقية، ويبتلع الجميع المهدئات كما يبتلعون الفستق، فالسنة مصيرية، والغلطة - خصوصاً من وزارة التربية- بكفرة، و كما ورد سابقاً، فأي نكشة هنا أو هناك قد تكلف الطالب المسكين إعادة السنة كاملة.
وبعد أن يخرج الطالب من الفحص، على قيد الحياة، يبدأ الانتظار، ولمن لم يجرب انتظار نتائج البكالوريا، فهو أقرب ما يكون إلى عطسة حقيرة علقت في جيوبك الأنفية، فلا هي تخرج، ولا هي تدعك وشأنك لتكمل حياتك، وهكذا يمضي طالب البكالوريا وقته وهو يتخيل ويحسب أين يمكن أن يخسر علاماته، وكيف أجاب على ذاك السؤال في الفحص، وهل سيعتبر صحيحاً أم لا، وأين يمكن أن يعيد السنة، وهل سيشعر بالألم إذا انتحر عن ارتفاع خمسة طوابق وحسب...
طبعاً البكالوريا بحد ذاتها ليست المشكلة، اللهم إلا من يجد صعوبة فيما يتعلق بموضوع شراء الشوكولا للمهنئين أو القهوة المرة للمعزّين، بل ما يهم الجميع هو قضية المفاضلة، التي تدوس بحذاء عسكري نمرة 47 على أحلام آلاف الطلاب سنوياً، وفي الواقع، فإنه لا يوجد أي شخص استطاع أن يفك سر هذه المفاضلة التي استغلقت على العقل البشري لقرون طويلة، وكيف تُجمع و(تُخْفَق) علامات المواد مع بعضها مثل مكونات العجة فينتج مجموع هجين غريب لا علاقة له ببعضه، ويستخدم هذا المجموع بطريقة غرائبية وفق سلم يزداد ارتفاعاً سنة بعد سنة، وأصبحت المسألة مسألة وقت قبل أن تطلب كلية الطب 241 علامة للانتساب، وبصراحة، فإنه من المضحك ترتيب الاختصاصات خلف بعضها بهذه الطريقة (المستقيمة)، فالمهندس يعرف أموراً لا يعرفها الطبيب والعكس صحيح، وإن كانت بعض الكليات تثقل بعض العلامات لتحديد قابلية الدخول إليها، فأغلب الكليات لم تسمع بهذه الأكلة الجديدة بعد، وهكذا نجد أن طالب الهندسة الميكانيكية يجب أن يكون عبقرياً في الشعر، وطالب المعلوماتية بارعاً في علم الأحياء، وطالب الطب فلتة زمانه في التعبير الأدبي، أي أن نفس معايير الانتساب تطبق على كافة الكليات على الرغم من الاختلاف الصارخ بين الاختصاصات، وباختصار، فإن قول الوزارة بأن علامة الدخول إلى كلية الطب هي 235 وكلية الهندسة المعلوماتية هي 230 (مثلاً) يكافئ قولها بأن كيلوغرامين من الشنكليش هما (أكثر) من مترين من خراطيم الري!
نتمنى جميعاً أن يصغي أحدهم إلى (زعيق) العقل فالصوت العادي ما عاد ينفع، وإلا، ستبقى فترة البكالوريا أخطر من فترة المراهقة و(جهلة الأربعين)، وسيبقى الطلاب عرضة للتجارب النووية لمسؤولي التعليم، وسيبقى مستقبل إخوتنا وأبنائنا يقف على قدم واحدة فوق علامة قد تنقص في عز الطلب، وعلى كل حال، إن تعرضتم، يا بكالوريات الوطن، إلى لَبْطَة ما أثناء الفحص أو المفاضلة، فاتكلوا على الله، وتذكروا أن في الإعادة إفادة، وأن من ثنّى دخل الجنّة، وتذكروا ما حصل مع لوريا الذي بكى، فقد حصل على (الدكتوراه) في البكالوريا قبل أن يستطيع الدخول إلى الجامعة، ولا يوجد لدي ما أختم به هذه المقالة السوداء سوى دعوة لله تعالى أن يجعل كل مسؤولي التعليم يعيدون البكالوريا، وإن كنت أشك أنهم لن ينالوها الآن إلا بالتقادم.
ABOALLAITH Administrator
عدد المساهمات : 808 نقاط : 11822 تاريخ التسجيل : 11/09/2009 العمر : 36
موضوع: رد: بكى لوريا الخميس أكتوبر 22, 2009 3:43 am
الحديث يطول بالموضوع _يعني أطول من الموضوع الي نزلتو بشوي_ لهيك ما رح اقدر رد الرد الكافي الوافي بس بقول لكل طلاب البكالوريا انو لا تشيلو هم هالسنة لانها سنة متلا متل غيرا بالعكس ... تمتعوا بالثقة بالنفس.. وتمتعوا بحب التحدي.. وأثبتوا للعالم بأنكم (قدها وقدوود)
salim.almir Senior Moderator
الأوسمة : عدد المساهمات : 514 نقاط : 11277 تاريخ التسجيل : 25/09/2009 العمر : 37 الموقع : سلمية
موضوع: رد: بكى لوريا الخميس أكتوبر 22, 2009 3:35 pm
اقتباس :
فالمهندس يعرف أموراً لا يعرفها الطبيب والعكس صحيح، وإن كانت بعض الكليات تثقل بعض العلامات لتحديد قابلية الدخول إليها، فأغلب الكليات لم تسمع بهذه الأكلة الجديدة بعد، وهكذا نجد أن طالب الهندسة الميكانيكية يجب أن يكون عبقرياً في الشعر، وطالب المعلوماتية بارعاً في علم الأحياء، وطالب الطب فلتة زمانه في التعبير الأدبي، أي أن نفس معايير الانتساب تطبق على كافة الكليات على الرغم من الاختلاف الصارخ بين الاختصاصات، وباختصار، فإن قول الوزارة بأن علامة الدخول إلى كلية الطب هي 235 وكلية الهندسة المعلوماتية هي 230 (مثلاً) يكافئ قولها بأن كيلوغرامين من الشنكليش هما (أكثر) من مترين من خراطيم الري!
بالفعل صديقي البكالوريا صارت مشكلة كبيرة ... أو نحنا منعملا مشكلة كبيرة بجوز متل ما حكيت من قلة الفرص يعني ما في غير هالسنة وخلص .. بس هادي المشكلة هي نفسية بحتة .. كلنا بعد البكالوريا ولما منمشي بالجامعة شوي منقول لو عيد البكالوريا هلق بجيب المجموع التام ، لأنو المشكلة النفسية راحت يعني خلص نفسيا ًالأهل وضعن أفضل حتى الطالب نفسو وضعو بصير أحسن لما بيتجاوز هالمرحلة ... وبالنسبة للمفاضلة الواحد ممكن يختصر كتير تعقيدات عحالو لما بيعمل اللي علي وبكون مقتنع باللي عملو علما إنو في تحفظات كتيرة عالمفاضلة يعني اللي جايب 230 بكون فلتة زمانو وبيستاهل يفوت كل الفروعة ...
ما بعرف في كتير حكي ... إلي مرور تاني عالموضوع .........