جدد وزير الخارجية وليد المعلم يوم الخميس "دعم سورية حق إيران في تخصيب اليورانيوم والاستخدام السلمي للطاقة النووية".
ونفى المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن "سورية لا تقوم بأي وساطة بين طهران والغرب فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني"، لافتا إلى أن "الرئيس بشار الأسد سبق وأن شدد على تركيز الجهود على الحل السياسي".
وكان الأسد قال في وقت سابق إن سورية لا تسعى للعب دور الوسيط بين الغرب وطهران، لكنه أبدى في الوقت نفسه استعداد سورية للعب هذا الدور في حال تطلّب الأمر ذلك.
ورأى المعلم أن "إبداء طهران رغبتها بالحصول على يورانيوم مخصب بنسبة 20% يؤكد على نيتها االسلمية"، لافتا إلى أنه "لا بد أن ندرس سبب عدم الثقة القائم بين الإيرانيين والغرب لذلك كان هناك اقتراح تبادل تدريجي بين اليورانيوم منخفض التخصيب والمخصب بنسبة 20 %".
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قدمت في 21 تشرين الأول الماضي مشروع اتفاق يسمح بتسليم طهران وقودا نوويا لمفاعل الأبحاث، وإخضاع المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب لرقابة أكبر لتبديد قلق المجتمع الدولي من برنامجها النووي.
وأشار المعلم إلى "ضرورة تكثيف التشاور وعلى قناعة سورية بأن الحديث عن العقوبات غير مجد وكذلك قرار مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وقال المعلم إن "محادثات الأسد وجليلي بناءة ومثمرة"، مشيرا إلى "أنها تتعلق أساسا بالموضوع النووي الإيراني بالإضافة للأوضاع الإقليمية والتطورات على الساحة الدولية".
وبحث الأسد مع جليلي في وقت سابق من اليوم علاقات التعاون التي تربط سورية وإيران في جميع المجالات، مشيرا إلى حق إيران، كما هو حق الدول الأخرى الموقعة على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، بالتخصيب السلمي.
من جهته، قال رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن "إيران تؤمن بأن التزامها في الدفاع عن حقوقها النووية هو دفاع عن جميع الشعوب التي تتطلع للحصول على الطاقة النووية السلمية".
وأضاف جليلي أن "من واجب الوكالة أن توفر جميع التسهيلات الضرورية كي يتسنى لجميع أعضائها الحصول على الطاقة النووية السلمية"، مشيرا إلى أن "بعض القوى تريد أن تقوم بالحد من هذه التسهيلات وأن تضع شروطا على هذه التسهيلات".
وقال جليلي إن "إيران لا يمكن لها أن تسمح بأن يستخدم البعض هذا الموضوع التجاري كأداة سياسية"، مضيفا أنه " في أي صفقة تجارية هناك بيع وشراء وينبغي القيام بتأمين وجهة نظر المشتري، وحسب قوانين الوكالة فإن البلدان التي تملك الوقود عليها أن تزود إيران به والمعادلة هي أن إيران مشتر وأي بلد يملك الوقود بإمكانه أن يبيعه".
ويشكل الملف النووي الإيراني احد أهم أوجه التوتر بين إيران والغرب الذي يخشى أن يكون البرنامج النووي الإيراني ينضوي على أهداف عسكرية, فيما تقول إيران إن لبرنامجها النووي أهداف سلمية فقط.
وكان جليلي وصل مساء الأربعاء إلى دمشق في زيارة تستمر يومين لإجراء لقاءات مع المسؤولين السوريين حول العلاقات الثنائية وآخر مستجدات الملف النووي الإيراني.
وشهدت الأعوام الأخيرة تسارعا كبيرا لمستوى العلاقات السورية الإيرانية على مختلف الصعد, خاصة منذ وصول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الحكم في إيران عام 2005, إضافة إلى أن عمر هذه العلاقات يعود إلى 30 عاماً.